اعتلال الشبكية السكري

1 ما هو اعتلال الشبكية السكري؟
داء السكري : ناتج بسبب خلل الجسم من إحراق وتراكم السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية لدى بعض المرضى لأن البصر يتغير وفقا لمستويات السكر في الدم الغير مستقرة، وعلى المدى الطويل يتغير حجم الأوعية الدموية الدقيقة في جميع أعضاء الجسم، ويؤثر على عيون المريض من عدة نواحي خاصة : اعتلال الشبكية السكري، وجلوكوما (الماء الأزرق) والتي يمكن أن تسبب في النهاية إلى العمى، بالإضافة إلى أن مرضى السكري لديهم فرصة الإصابة بساد العدسة المياه البيضاء أسرع من الطبيعي بسبب كثرة السكر في الدم


2 أسباب اعتلال الشبكية من السكري
اعتلال الشبكية السكري هي حالة مرضية متداخلة يحدث بسبب التغيرات التي تحدث للأوعية الدموية الدقيقة التي تنقل الدم إلى الشبكية، وفي بعض الحالات؛ قد تكون الأوعية الدموية غير مستقرة كأن تكون بعض الأجزاء أكبر من الحجم الطبيعي مع صغر حجم بعض الأجراء الأخرى، وعندما تشتد الحالة تنمو أوعية دموية جديدة وتتفرع من شبكية العين إلى الجسم الزجاجي الهلامي، وتضعف جدران هذه الأوعية الدموية الجديدة وعندما تنكسر الأوعية الدموية يتدفق الدم إلى الجسم الزجاجي مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية الحاد، شبكية العين : هي جزء من العين التي تعمل على إستقبال الصور مثل الفيلم في الكاميرا، يتم نقل الصورة التي تظهر على شبكية العين من خلال العصب البصري في الدماغ، لذلك إذا وجد تلف بشبكية العين أو عدم كفاية إمدادات الدم إلى شبكية العين ستكون الصورة المرسلة إلى الدماغ خافتة.

المرضى المصابين بداء السكري بعد سن 30 سنة والمصابين لأكثر من 15 عاما لديهم فرصة وجود تغير في شبكية العين بسبب مرض السكري، وقد اكتشف أخصائي العيون يصل إلى 60٪ من المصابين بمرض السكري قبل سن 30 عامًا والمرضى المصابين بالسكري أكثر من 15 عامًا لديهم فرصة وجود تغيرات في الشبكية تصل إلى 98٪.

من نتائج البحث في الولايات المتحدة وجد اعتلال الشبكية السكري هو السبب الأول لفقدان البصر، ويمكن القول أن مرضى السكري الغير قادرين على التحكم في مستويات السكر في الدم لديهم فرصة الإصابة بالعمى أكثر 25 ضعف من المعدل الطبيعي.


أعراض اعتلال الشبكية المبكرة (اعتلال الشبكية اللاتكاثري - Non-Proliferative Retinopathy)
عادة لا تكون للأعراض المبكرة تأثيرات خطيرة على العيون، فحوالي 80٪ من المرضى لا يعانون من عدم وضوح الرؤية، وأحياناً لا يلاحظ المريض أي تغير إلا في الحالات التي تكون فيها مستويات السكر في الدم غير مستقرة وتؤثر على تغيرات البصر بشكل متكرر ، و في هذه المرحلة يمكن اكتشاف الأعراض فقط من خلال تشخيص طبيب العيون.
  • وجود خلل في الأوعية الدموية بشبكية العين والتي قد يتقلص ويتوسع حتى يصبح الحجم غير متساوي وقد ينتفخ بعض الجدران الوريدية في القطر مما تسبب في تدفق الدم بسهولة
  • الإصابة بتورم الشبكية حيث يتسرب الدم أو اللمف من خلال جدار الأوعية الدموية الهشة وتتراكم في أنسجة شبكية العين
في حالة تسرب اللمف وتداخله وسط شبكية العين وهي نقطة التحكم لحدة وضوح النظر؛ سيصيب المريض بضباب وعدم وضوح الرؤية، وقد يصل في بعض الحالات إبى عدم التمكن من القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.


تحذير
في حالة النساء الحوامل أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مع مرض السكري؛ فقد تتدهور شبكية العين بشكل أسرع وأشد من المصابين بمرض السكري فقط.


3 أعراض المرحلة الثانية (اعتلال الشبكية التكاثري)
يحدث أعراض المرحلة الثانية عند انسداد الأوعية الدموية المغذي لشبكية العيون، ويؤدي إلى مضاعفات مختلفة مما تسبب في أن تصبح العيون مظلمة وقد تفقد البصر في النهاية، يجب على المريض الحصول على عناية طبية فورية لأن العلاج لمنع العمى تكون أكثر تعقيدًا
  • عند دخول المرحلة الثانية قد يأتي المريض إلى الطبيب بسبب عدم وضوح الرؤية الحاد دون ألم، وذلك بسبب نمو الأوعية الدموية بصفة غير طبيعية بشبكية العين أو العصب البصري، وهذه الأوعية الدموية الجديدة لها جدران هشة وعندما تنكسر يتدفق الدم إلى الجسم الزجاجي مما تسبب تعكر الجسم الزجاجي وحجب الصورة المرسلة إلى الشبكية. 
  •  قد يصاب بعض المرضى بوجود غشاء ألياف على الشبكية ويمكنه شد الشبكية كي تنفصل عن جدار العين الخلفية مما يجعله مظلماً
  •  في بعض المرضى قد تنمو أوعية دموية جديدة على سطح القزحية مما تسبب جلوكوما (الماء الأزرق) بمضاعفات حادة





تشخيص المرض
أفضل طريقة لمنع اعتلال الشبكية السكري هي معرفة ما إذا كان لديك مرض السكري؟، والخضوع دوريًا لفحص العين من قبل طبيب العيون، وإذا تم العثور على أعراض اعتلال الشبكية السكري سيقوم طبيب العيون بفحص الخطوة التالية لتعيين الأوعية الدموية الغير طبيعية، وهل بها تسرب الدم أو اللمف؟، في هذه الخطوة سيقوم طبيب العيون بتحقين مادة تسمى "الفلوريسين" بالوريد في ذراع المريض، للتحقق من وجود تسرب في الأوعية الدموية أم لا، حيث تسير هذه المادة عبر الأوعية الدموية في شبكية العين لتصوير الشبكية بموجة تردد عال، وعندما تظهر الصورة بوضوح عن وجود تسرب أوعية دموية معينة سيكون طبيب العيون قادرًا على تشخيص الحالة وتخطيط طرق العلاج.


طريقة العلاج
يرجع طبيب العيون إلى عمر المريض وتاريخ علاج مرض السكري وأسلوب حياة المريض، فضلا عن شدة المرض في شبكية العين قبل تحديد ما إذا كان يجب علاج أو متابعة الأعراض بشكل دوري، وفي الوقت الحالي يقوم طبيب العيون بتحقين دواء (Anti vascular endothelial growth factor) للحد من تسرب اللمف من الأوعية الدموية والمساعدة على ضمور الأوعية الدموية غير الطبيعية، ثم يقرر الطبيب في عمل الليزر لشبكية العين لعلاج الضمور البقعي، تستخدام هذه الطريقة الحرارة لتنشيط ومنع تسرب اللمف من الأوعية الدموية للمرضى الذين يعانون من تورم الشبكية، في حالة نمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية سيقوم طبيب العيون بتسليط الليزر للحد من تجدد الأوعية الدموية، ويساعد على تمديد الشبكية للالتصاق بالأنسجة خلف الشبكية.


العلاج بالليزر
عندما يكون المريض في مرحلة اعتلال الشبكية المبكرة أو تورم في المرحلة الأولية؛ يجب تلقي تسليط ليزر مرة واحدة على الأقل، حيث يساعد هذا العلاج الأولي الحد من تطور المرض في المنطقة المجاورة، إذا تم علاج المريض من خلال تسليط الليزر منذ المرحلة الأولية ستقلل فرصة عدم وضوح الرؤية خلال الثلاث سنوات الأولى.

بالنسبة للمرضى في المرحلة الثانية اعتلال الشبكية سيكون العلاج لمنع المريض من فقدان المزيد من الرؤية، يجب علاج المريض بالليزر 3 مرات على الأقل حسب نوع المرض وشدته، إذا بدأ المريض بتلقي العلاج في هذه المرحلة يقلل فرصة فقدان البصر خلال السنتين الأوليين بالضعف.
قد لا يمكن إسقاط الليزر لبعض حالات المرضى مثل : المصابين بنزيف بالجسم الزجاجي، حيث يمنع وصول الضوء بسبب تعكر الشبكية، وقد يقوم الطبيب بتحقين الجسم الزجاجي أو إجراء جراحة تنظيف الدم قبل إسقاط الليزر ليتمكن الضوء المرور عبر الشبكية، في بعض المرضى قد ينتظر طبيب العيون لرؤية الأعراض لأن الدم قد يتلاشى طبيعياً، ولكن إذا وجد أعراض انفصال الشبكية يجب إجراء الجراحة على الفور لأن تركه ستؤدي إلى العمى خلال فترة زمنية قصيرة.


الوقاية من المرض
إن نجاح علاج مرض السكري في شبكية العين لا يعتمد على التشخيص المبكر أو متابعة الحالة بقرب مع طبيب العيون فقط؛ لكن لا زال يتطلب رعاية ذاتية جيدة من خلال ضرورة السيطرة على مستويات السكر وضغط الدم ومستويات الدهون في الدم في المعدل الذي يوصي به الأطباء من خلال العناية بانتظام.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية في المراحل المبكرة فإن ممارسة الرياضة المناسبة للعمر والحالة البدنية تعتبر جيدة ودون أي مشاكل، ولكن إذا كان اعتلال الشبكية السكري حادًا حتى المرحلة الثانية والتي أصبحت الأوعيةال دموية غير طبيعية؛ فيجب ممارسة الرياضة بشكل خفيف دون المبالغة،  ويجب تجنب الألعاب الرياضية التي تتطلب ارتجاجًا شديدًا من هز الرأس أو شد العضلات.


يمكن منع العمى من مرض السكري
إن اكتشاف تغيرات الشبكية من المرحلة الأولية ستكون أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالعمى من مرض السكري، لذلك يجب الخضوع لفحص العين مرة في السنة على الأقل حتى بدون ظهور أي أعراض، وعند العثور على تغييرات شبكية العين من مرض السكري فيجب متابعة فحص مستمر وفقا لموعد الطبيب حيث سيقوم بتوفير العلاج في الوقت المناسب قبل تدهور الحالة.
 
Eye Knowledge